أسماء العرفي من بنغازي لمغاربية – 19/05/11
[أسماء العرفي] "هذه المرحلة هي مرحلة انتقالية إلى أن يسقط النظام وتقام ليبيا الجديدة"، هكذا قالت المحامية سلوى فوزي الدغيلي في بنغازي.
الدكتورة سلوى فوزي الدغيلي عضو المجلس الانتقالي الليبي ( TNC )، الهيئة المُكلفة بتحضير حكومة ما بعد القذافي. وكرئيسة للجنة الاستشارية القانونية، تعمل الدغيلي بشكل وثيق في إعادة بناء حكومة عملية وإعادة فرض القانون والنظام والتحضير للانتخابات.
الدغيلي معنية أيضا بتوثيق أعمال العنف وجرائم الإنسانية المزعومة التي اقترفها معمر القذافي وتجمع الأدلة عن القذافي للمحكمة الجنائية الدولية. مغاربية جلست مع الدغيلي في بنغازي لتستمع إلى روايتها عن القصة.
مغاربية: ماهو دوركم في المجلس الانتقالي؟
سلوى الدغيلي: لجنتنا مكلفة بوضع مشاريع قوانين وقواعد منظمة للمرحلة الانتقالية، ولكننا لا نضع الدستور، وقد شكلنا عدة لجان فرعية لمناقشة وحل المشاكل القانونية التي تواجه المجلس والتي تنتج من غياب المؤسسات السياسية.
فليبيا دولة عانت طوال 42 سنة من غياب الدستور ومن غياب المؤسسات السياسية. لذا، حين انهار النظام في مدينة بنغازي، حاول المجلس تنظيم مدينة بنغازي وتنظيم الحياة ويحاول أن يواجه كل المشاكل المترتبة عن غياب هذه المؤسسات.
فنحن لسنا تونس ولا مصر، فهما شيء مختلف لأن هذه الدول ما يواجهها بعد انتصار الثورة هو تغيير فقرات في الدستور فقط أما نحن فلا نملك دستورا أصلاً وليس لدينا وزارة ولا سلطة تنفيذية. وهذه المرحلة هي مرحلة انتقالية إلى أن يسقط النظام وتقام ليبيا الجديدة، وبعد سقوط النظام يجب تكوين جمعية تأسيسية تضع الدستور، وبعد ذلك نشكل الوزارة على ضوء هذا الدستور.
مغاربية: ماهو دور اللجان المشكلة في المجلس الانتقالي؟
الدغيلي: هناك على سبيل المثال اللجنة القانونية ومهمتها توثيق الجرائم القانونية وذلك تمهيداً لرفع دعوى أمام محكمة الجنايات الدولية. وبالفعل لدينا تواصل مع المحكمة الدولية وسيتم تزويدها في أقرب وقت بجميع الدلائل والبراهين التي تم تجميعها من قبل هذه اللجنة. والأولوية في تركيز هذه اللجنة هو توثيق جرائم النظام خلال الفترة ما بين 17 فبراير وإلى الآن. هذه هي المرحلة الأولى، أما ثاني المراحل فستكون توثيق جرائم النظام في الفترة ما قبل 17 فبراير، وبالفعل نحن الآن نتعاون مع مؤسسات ومنظمات حقوقية في الخارج موثقة لجرائم القذافي قبل 17 فبراير .
كما أننا شكلنا لجنة أخرى مختصة بملف الأسرى والمرتزقة برئاسة القاضي مروان الطرشاني، وقد قامت هذه اللجنة بجهد جبار كما أنها انتقلت بعد العمل في بنغازي إلى مصراتة ومدن الجبل الغربي وذلك لمحاولة حصر الأسرى والمرتزقة بشكل دقيق.
مغاربية: ماذا عن خططكم لوضع دستور في ليبيا؟
الدغيلي: بعد تحرير البلاد بشكل كامل من النظام ستشكل جمعية وطنية وأنا أتمنى أن تكون هذه الجمعية منتخبة من قبل الشعب مع أن وضع البلاد في هذه الفترة لا يسمح بإجراء انتخاب. أما إذا لم تشكل هذه الجمعية عن طريق الانتخاب، فستشكل بطريقة الاختيار وتشكل من قبل أشخاص متخصصين وأكفاء.
مغاربية: ماذا عن إمكانية الاستعانة بالدستور الليبي السابق؟
الدغيلي: الدستور الليبي السابق هو أول دستور لليبيا وبه مبادئ عامة تتفق عليها كل الدساتير مثل المبادئ والقوانين المنظمة لحقوق وحريات الأفراد. وبالتالي، نحن لن نخرج عن هذا النظام في الدستور القادم بشكل عام، ولكن مع ذلك نحن نسعى لإعطاء دولة ليبيا الشكل الحديث. وبالتالي، سيكون هناك قواعد وقوانين جديدة تناسب المرحلة الجديدة والدولة الجديدة.
مغاربية: رأيك في المجموعات السياسية التي ولدت في ليبيا حديثا؟
متعلقات
المتحدث باسم الثوار الليبيين: "نحن صامدون"
2011-04-19
مكاسب جديدة للثوار الليبيين
2011-05-13
مبعوث الثوار الليبيين يزور الولايات المتحدة
2011-05-15
قلق جزائري وروسي حول الأوضاع في ليبيا
2011-03-23
مندوبان عن مجلس الثوار الليبي يزوران الولايات المتحدة وبريطانيا
2011-05-13
الدغيلي: الاعتراف برأي الآخر في حد ذاته ظاهرة صحية والاختلاف هو المناخ الصحي. وبالتالي، لا يجب حصر الأمور في رأيين أو ثلاثة أو مجرد رأي واحد. ومن حق أي شخص أن يكون له فكرة أو توجه معين المهم ألا تصطدم هذه الأفكار مع المبادئ العامة للدولة.
وإلى الآن لم تشكل أحزاب في ليبيا، بل ما ظهر على الساحة هي مؤسسات مجتمع مدني فقط. ونحن نرحب جداً بمؤسسات المجتمع المدني، بعكس النظام السابق الذي كان يعارض هذه المنظمات من خلال قانون 19 والذي كان يشهد اعتراضاً على نصه، نحن نعرف أن ليبيا الآن تعيش في مخاض، ولكن أنا على ثقة أن الليبيين يستطيعون تجاوز هذه المرحلة. فالثقة في شبابنا كبيرة جداً، وأنا أرى صورة رائعة لليبيا تحت قيادة هؤلاء الشباب.
مغاربية: كلمة أخيرة.
الدغيلي: أتمنى من الليبيين أن يثقوا بأنهم قادرون على اجتياز هذه المرحلة والتي نعلم أنها طالت، ولكن القذافي يراهن على طول الوقت. ويجب على الشعب الليبي أن يفهم أن القذافي يماطل لأنه يريد الشعب في المناطق المحررة أن يصيبه الملل ولكنها لعبة مكشوفة ويجب على الشعب أن يحافظ على ثقته بنفسه.
تاريخ التسجيل
الخميس مايو 26, 2011 2:30 am