مع تقدّم الثوار الليبيين في السيطرة على القوات الموالية للقذافي، يسعى المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي إلى وضع اليد على أموال الحكومة المجمدة استعدادا لليوم الذي سيحكمون فيه ليبيا موحدة.
فمنذ انطلاق الشرارة الأولى للثورة ضد القذافي قبل شهرين، واجهت حكومة الثورة أزمة مالية شديدة أرغمتها على الالتجاء إلى الاقتراض من أجل شراء الأدوات الطبية والمواد الغذائية وسلع أساسية أخرى. .
حول هذا الموضوع ، قال عبد الحفيظ عبد القادر غوقة ، عضو في المجلس الانتقالي والناطق باسمه في تصريح لمغاربية "نحن الآن نريد الحصول على مبالغ بضمانة أرصدتنا الليبية المجمدة، باعتبارها سلفاً من دول شقيقة مثل قطر والإمارات".
وأضاف "فلو طالت الأزمة أكثر من شهر وليس لدينا ميزانية نعمل بها سنجد أنفسنا في صعوبة مالية، لذلك نحن لدينا والحمد لله أموال مجمدة تعتبر بالنسبة لنا ضمانات للسلف التي سنتحصل عليها".
وفيما يتعلق بكيفية صرف الأموال المجمدة قال غوقة "نستفيد بها في إعادة اعمار ليبيا. نحن لدينا أكثر من 130 مليار دولار من أصول وأموال مجمدة في الخارج في بريطانيا وفرنسا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من البلدان، ونحتاج إلى خطه شاملة لإنشاء دولة ليبية جديدة".
وأشاد غوقة بثروات ليبيا الطبيعية لكنه قال إن هناك حاجة آنية إلى "المباني الصحية والبنية التحتية وإنشاء الصرف الصحي وكذلك تحتاج ليبيا إلى تنمية بشرية حقيقية، وهي صناعة الإنسان لكي يساهم في إعادة إعمار البلاد".
بدوره يعتقد الباحث في التاريخ انويجي العرفي أن ثروة ليبيا المجمدة، التي حرم القذافي منها شعبه، قد تكفي الشعب الليبي للعيش في نعيم ولو أغلِق مصدر النفط 20 عاما وبقي الناس دون عمل. ومضى العرفي يقول إن "جميع المبالغ المجمدة لن يكون لها قناة صرف إلا في إعادة إعمار البلاد".
أما عبد السلام المسماري، منسق ائتلاف ثورة 17 فبراير فقال "هناك عجز في الميزانية يعرقل مهام رجال الأمن في الحفاظ على أمن الدولة وأمن المواطن الليبي، فرجال الشرطة لا يملكون المعدات الكافية للحماية، كما أن معظم مراكز الشرطة تم حرقها وتحطيمها من قبل الثوار بسبب اعتبارهم أنها مصدر الفساد وتابعة للنظام السابق".
ومن جهتها قالت فتحية علي "الأموال المجمدة نحتاجها في تحسين الأوضاع المعيشية للناس الذين فقدوا منازلهم في مصراتة وأجدابيا وغيرها من المدن الليبية التي تضررت بسبب الحرب".
متعلقات
نكسة للثوار في ليبيا
2011-03-30
الثوار الليبيون يضعون أسس دولة جديدة
2011-05-05
التحالف يشن ضربات جوية على ليبيا بمباركة الأمم المتحدة
2011-03-20
المتحدث باسم الثوار الليبيين: "نحن صامدون"
2011-04-19
طرابلس تدعو إلى وقف إطلاق النار بعد التصويت على قرار مجلس الأمن
2011-03-18
وأضافت " كما يجب إعادة رفع مستوى المعيشة للتخفيف من حدّة استياء المواطنين. وهناك أيضاً حاجة ماسة إلى القيام بالإصلاحات في مصافي النفط التي تعطلت جراء قصف كتائب القذافي، من أجل إعادة إنتاج النفط وتصديره من جديد".
ويشاطرها الرأي خالد المجبري قائلا إن الأموال يجب أن تُصرف في صيانه الخدمات الحيوية مثل محطات الكهرباء وخزانات المياه والاتصالات وإنشاء المستشفيات.
فيما يرى محمد عبد السلام الجالي أنه يمكن استخدام الأموال المجمدة في إصلاح المدن التي طالها التخريب مثل مصراته والزنتان والزاوية.
وإلى جانب إعادة بناء البنية التحتية، قال أحمد الفيتوري، مدير في شركة مقاولات، لمغاربية إنه "يجب الاهتمام بالأطفال وتوفير بيئة ملائمة لهم للترعرع والنمو بشكل طبيعي وتكثيف الأنشطة لهم في ظل المرحلة العصيبة التي مروا بها أثناء الأزمة الليبية والحرب في البلاد".
تاريخ التسجيل
الخميس مايو 26, 2011 2:43 am