الرمي بالذات

تأملت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه حيث قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقرأ :
(( وأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة ))

ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي )) رواه مسلم.

لماذا ركز النبي عليه الصلاة والسلام على أن القوة هي الرمي ؟؟
سؤال كان يدور في خلدي !!
فقلت في نفسي : لابد أن يكون في الرمي سر حتى يركز عليه حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم !!
ثم تساءلت : ولماذا لم يحدد الآلة التي يرمى بها ؟
لم يقل مثلا السهم ! أو الرمح ! أو غيره !

لاحظ معي أخي القارئ أختي القارئة آلية الرمي .

وكيف يكون ناجحاً ؟ وكيف يؤثر في النتائج ؟

يحتاج الرامي الماهر إلى دقة وتركيز في الرمي وبإمكانه إصابة الهدف بأقل الخسائر
فلو فرضنا أن شخصاً خرج للصيد ويمتلك رصاصة واحدة فقط
وهدفه هو سد جوعه …

فلو كان ماهراً ، فبأقل التكاليف – رصاصة واحدة فقط – يستطيع أن يحصل على أرنب ،
ولو كان ماهراً سريعاً يستطيع الحصول على غزال ..

ولكن أخي القارئ أختي القارئة ..
لو كان هذا الرامي يمتلك إمكانات كبيرة – ألف رصاصة مثلاً –
وكان مشتتاً ولا يعرف التركيز ، ولا إصابة الهدف
فإنه سيضطر لرش هذه الرصاصات عشوائياً
أي أنه سيخسر كثيراً- ألف رصاصة – ولن يحصل على ما يريد
هذا الفرق في الرمي بين التركيز والتشتيت .
فالهدف يحتاج لهدوء وروية وتثبيت نظر ودقة وتركيز وتفكير إيجابي
مهما كانت الطاقة والإمكانات عادية
فطاقة 5 واط تستطيع بها إشعال مصباح بطاقة مشتته تضئ غرفة – وهذا جيد –
ولكن اعلمي أختي القارئة أن نفس الطاقة 5 واط مركزة تعطينا أشعة ليزر لقص الحديد !!!
النتيجة فوق العادية تحتاج لأمرين : قوة تحديد الهدف + قوة إطلاق الطاقة
ونخرج بهذه المعادلة :
قوة تحديد الهدف + قوة إطلاق الطاقة = نتائج مبهرة وانتصارات عظيمة
من هنا عرفنا الآن لماذا ركز النبي صلى الله عليه وسلم على الرمي ، لأن به يتم حسم نتائج المعركة ، وبأقل الخسائر
وركز عليه دون أن يحدد ، حتى يكون المجال مفتوحاً بعده
فقد صار الرمي الآن بالليزر ، وبأدق النتائج
توصية :
مهما كانت طاقتك – كما تعتقد – ضعيفة !!

– وأنا أجزم أنك لديك طاقة هائلة ولك أن تقتنع بذلك أو لا تقتنع –

فإنك تستطيع توجيهها وتركيزها والحصول على أقوى النتائج وفوق العادية

توكل على الله ….

فهذا هو حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو لا ينطق عن الهوى