الثلاثاء, 25 يوليو 2006 10:58 صباحاً
الحديث: أخرجه ابن ماجه وابن أبي الدنيا في إصلاح المال من طريق سليمان بن عطاء عن مسلمة الجزري عن عمه أبي مشجعة، عن أبي الدرداء مرفوعاً به، بلفظ: " وأهل الجنة "، بدل " الآخرة "، وسنده ضعيف، فسليمان قال فيه ابن حبان: إنه يروي عن مسلمة أشياء موضوعة، ما أدري التخليط منه، أو من مسلمة، ولبعضهم فيه من الزيادة: وما دعي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى لحم إلا أجاب، ولا أهدي إليه إلا قبله.
وله شواهد منها عن علي رفعه بلفظ: " سيد طعام الدنيا اللحم، ثم الأرز "أخرجه أبو نُعيم في الطب النبوي.
وعن صهيب بلفظ: " سيد الطعام في الدنيا والآخرة اللحم، ثم الأرز، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء " أخرجه الديلمي من جهة الحكم، ثم من طريق هشيم عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه عن جده به مرفوعاً، وعن بريدة أيضاً مرفوعاً بلفظ: " سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية " رواه الطبراني، وكذا أبو نُعيم في الطب، لكن بلفظ: " خير "، وأبو عثمان الصابوني، بلفظ: " سيد "، وهو كذلك عند تمام في فوائده، ولفظه: " سيد الإدام اللحم ".
وعن ربيعة بن كعب رفعه: " أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم " أخرجه أبو نُعيم في الحلية من طريق عمرو بن بكر السكسكي، وهو ضعيف جداً، قال العقيلي: ولا نعرف هذا الحديث إلا به، ولا يصح فيه شيء، وأدخله ابن الجوزي في الموضوعات، وقال شيخنا: إنه لم يتبين لي الحكم بالوضع على هذا المتن، فإن مسلمة غير مجروح، وابن عطاء ضعيف.
قلت: وقد فردت فيه جزءاً ، ولأبي الشيخ من رواية ابن سمعان، قال: سمعت من علمائنا يقولون: كان أحب الطعام إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم اللحم، ويقول: هو يزيد في السمع، " وهو سيد الطعام في الدنيا والآخرة، ولو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل ".
وللترمذي في الشمائل من حديث جابر: أتانا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في منزلنا، فذبحنا شاة، فقال: " كأنهم علموا أنا نحب اللحم ".
وأصح من هذا كله قوله صلى اللَّه عليه وسلم: " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام "، وفي قصة مجيء إبراهيم الخليل لزيارة ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام: وإنه لم يجده ووجد زوجته، فسألها: ما طعامكم؟ قالت: اللحم، قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء، قال: اللَّهم بارك لهم في اللحم والماء، قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: " ولم يكن لهم يومئذ حب، ولو كان لهم لدعا لهم فيه "، قال: " فهما لا يخلو عليهما أحد بعير مكة إلا لم يوافقاه " أخرجه البخاري في صحيحه.
وقال إمامنا الشافعي: إن أكله يزيد في العقل.
===========
المصدر :
انظر كتاب : المقاصد الحسنة
للإمام محمد بن عبد الرحمن السخاوي(831 : 903هـ- 1427: 1496م)
بتحقيق الشيخ عبد اللَّه بن محمد الصديق الغماري.